اسماعيل سيمكو
إسماعيل آغا بن محمد باشا بن علي خان بن إسماعيل خان، زعيم قبيلة الشكاك الكوردية في إيران، ولد نهاية القرن التاسع عشر، ويعرف بلقب سيمكو الشكاك.
قام بحركات تمرد وعصيان ضد الدولة القاجارية الإيرانية والعثمانية والروسية على حد سواء، حيث قتل الإيرانيون والده محمد آغا وشقيقه جوهر آغا.
قاد بين عامي 1920 و1925 حركة مسلحة على الحكومة الإيرانية في إقليم أرومية بهدف إقامة دولة كوردية، واستطاع أن يسيطر على المنطقة الكوردية غرب بحيرة أروميا الإيرانية، وأقام علاقات وطيدة مع محمود الحفيد في السليمانية بالعراق عام 1923.
أرسل شاه إيران رضا خان بهلوي عقب تسلمه السلطة عام 1925 حملة عسكرية للقضاء على سيمكو، مما أرغم الأخير على اللجوء إلى العراق والإقامة في شماله.
واستمر إسماعيل آغا في شن معارك ضد القوات الإيرانية والتركية والعراقية، وعام 1930 دعاه شاه إيران للتفاوض مع قائد الجيش الإيراني بمدينة شنو الواقعة في كوردستان الإيرانية على مقربة من الحدود العراقية، لكن دعوة الشاه كانت على ما يبدو فخا لاستدراج سيمكو وقتله بعد وصوله إلى موقع المفاوضات.
ويتهم سيمكو الشكاك باغتيال البطريرك مار بنيامين شمعون الزعيم الروحي والديني والسياسي للنساطرة المسيحيين الجبليين الآشوريين نهاية عام 1918م أثناء زيارة الزعيم الديني له، واعتبر الكتاب المسيحيون هذا التصرف خيانة وغدرا، واللافت أن الزعيم القبلي الكوردي لقي حتفه بنفس الظروف تقريبا بعد ذلك باثني عشر عاما.
سعيد بيران
هو أبرز زعماء الكورد في تركيا وأول من قاد حركة مسلحة ضد سلطة الزعيم التركي كمال أتاتورك، للمطالبة بما يعتبره الكورد حقوقهم القومية التي وعدهم بها أتاتورك ثم تراجع عنها.
ولد سعيد بن محمود بن علي في قرية بالو عام 1865م، وهو سليل أسرة دينية نقشبندية، حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه والشريعة الإسلامية، وأصبح مرشدا للطريقة النقشبندية في بالو عقب وفاة والده وانتقال الزعامة الدينية إليه.
خاض الشيخ سعيد العمل السياسي منذ بدء تأسيس الجمعيات في الدولة العثمانية عام 1908، وأقام صلات مع العائلات الكوردية الكبيرة في المناطق الكوردية المختلفة، وعرف عنه انشغاله بالعلم وسعيه لتحديث علوم الدين ورغبته بإنشاء جامعة في مدينة وان الكوردية على غرار الجامع الأزهر، لكن المشايخ التقليديين والحكام الأتراك وقفوا ضد رغبته.
تولى عام 1924 رئاسة جمعية آزادي الكوردية التي قررت القيام بحركة مسلحة شاملة ضد الحكم التركي للحصول على ما وصفوه الحقوق القومية للشعب الكوردي، بعدما تراجع أتاتورك عن وعوده للكورد بمنحهم حكما ذاتيا في مقابل مساعدتهم له في حروبه ضد أعدائه، وبعد اعتقاله بعض قادة جمعية آزادي.
نشبت حركته المسلحة قبل حلول ربيع عام 1925 وسرعان ما امتدت المعارك إلى 14 ولاية تمثل معظم الأراضي الكوردية جنوب شرقي تركيا، وشارك فيها نحو 600 ألف كوردي ومعهم مجاميع من الشركس والعرب والأرمن والآثوريين كما تقول الروايات الكوردية، وتمكن المقاتلون الكورد من تحقيق مكاسب عسكرية مهمة وحاصروا مدينة ديار بكر الإستراتيجية، لكن قوات أتاتورك فكت الحصار وتمكنت من قمع الحركة بشدة وقسوة.
حاول الشيخ سعيد أن ينجو بمقاتليه عبر دعوته لهم للتراجع، لكن القوات التركية أحكمت الطوق حولهم، واعتقلت الشيخ سعيد وقادة الحركة أواسط أبريل/ نيسان 1925، وحكمت عليه بالإعدام الذي نفذ بحقه مع 47 من قادة الكورد يوم 30 مايو/ أيار من نفس العام.
قاضي محمد
رئيس ومؤسس أول دولة كوردية في التاريخ الحديث، ويعتبره الكورد بطلا أسطوريا ورمزا للحرية والكفاح في تاريخهم.
هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901 في مدينة مهاباد الإيرانية القريبة من مناطق الحدود الإيرانية مع الاتحاد السوفياتي (سابقا).
عُرف عن قاضي محمد اهتمامه بأمور العلم والشريعة والفقه الإسلامي، وإتقانه مع لغته الكوردية الأم العربية والتركية والفارسية والفرنسية إلى جانب إلمامه بالإنجليزية والروسية.
عين مسؤولا ثقافيا في مهاباد عندما افتتحت أول مدرسة بالمدينة، حيث شجع الناس على تعلم العلوم والفنون لمواجهة ما كان يوصف بالاضطهاد والظلم بحق الكورد، عارض القبلية بشدة، وعرف عنه تواضعه واهتمامه بالفقراء. وتشير الكتابات الكوردية إلى التأثير الكبير لشخصية قاضي محمد بين مختلف طبقات الشعب الكوردي.
تأثر قاضي محمد بالأفكار الديمقراطية والوطنية، وانضم في ثلاثينيات القرن المنصرم إلى حزب خويبون الذي تأسس عام 1927.
عام 1942 تأسست جمعية بعث كوردستان، وتركز نشاطها في مهاباد، ثم تحول اسمها عام 1945 إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكان بزعامة قاضي محمد، وكان برنامجه يتلخص في تحقيق الحرية بإيران، والحكم الذاتي لكوردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية، وانتشرت شعبية الحزب في المنطقة وضمت مختلف فئات الكورد.
استثمر قاضي محمد ظروف ضعف الحكم في طهران ووجود القوات السوفاتية في الأراضي الإيرانية، ليعلن يوم 22 يناير/كانون الثاني 1946 قيام ما عرف بجمهورية مهاباد أو جمهورية كوردستان الديمقراطية بالوصف الكوردي، وانتخب رئيسا لها.
حاول التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهوريته بوصفها سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية، لكن الحكومة الإيرانية ردت في ديسمبر/كانون الأول 1946 بإرسال حملة عسكرية (بعد انسحاب القوات السوفياتية من إيران) نجحت في القضاء على الجمهورية الكوردية الفتية.
اعتقلت القوات الإيرانية قاضي محمد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام إلى جانب عشرات من مساعديه، ونفذ فيه الحكم نهاية مارس/آذار1947 بساحة جوار جرا بمهاباد التي أعلن منها ولادة جمهوريته.