آلهةُ العتمة
الهرمةُ،
ليالي أغسطس الخائنةُ،
تملؤها ـ ثغورَ القروح، بِلبابةٍ .
والقلبَ ذا البطن الخاوي
لحماً فطيناً.
يَدهى، كلّما قَدُمَ،
لحمُ الذكريات.
كُشُفاً ينام المطمئنون المتعبون
دون أن يستطيع لهم تزميلاً أحدٌ؛ ما يدعوني
إلى تناوله ـ صمتِ السنين المالحِ.
عيناي, أوسِّعُ حدقتيهما؛
أن تلوذ بالفرار النظراتُ البائسةُ..
تلتقطَ أنفاسَها
وينقضَّ, كألسنة الأفاعي, على النور
العماءُ في فراغ الأحداق،
عساه يخمِّرُ بصفاء نظراته
مجدداً دمَ الأشياء.
كم مؤلمٌ, عسيرٌ, أغسطسُ هذا
يخضُّ بِقيظه الـ كقربة
في رأس الأيام أدمغتَها
ولا يستطيع فطمَ الأغاني الجوعى
المجفّفةِ في حلقنا .
خَلَلَ أنوارِها الخافتةِ
شاهدتُه ـ الماضي، حافياً يعدو
توجّستُ بالعشب, ـ يخلع أرديتَه..
إيهٍ ..أغسطسُ
كي لا تبقى السنونَ ذاتَها
بل تغدو أحدَ عشر شهراً، ـ
كم أردتُ أن أقتلكَ
إذّاك ربما تتيتّمُ, بأبواب الشهور,
تتسوّلُ منها أياماً.
لو تخطئ الشهورُ, مشفقةً عليكَ
فلا تظلُّ هي الأخرى ذاتَها
إذّاك يُخرَقُ جِرابُ ذهني
ويسّاقطُ المنظرُ خرزةً .. خرزةً
حينها منقارُ الزمن الطويلُ
بوسعي أن ألجمه
بزغب النسيان .
ـــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر كردي من سوريا
من مجموعة (الأفاعي العمياء)